وفي السنوات الأخيرة، تم إطلاق العديد من ألعاب اليانصيب في النرويج مثل Eurojackpot و Vikinglotto. ويمكنك قراءة المزيد عن اللوتو في النرويج من خلال الرابط التالي: lottospill.com

في هذا المقال سنتعرف معًا على قصة عبقري الرياضيات النرويجي ستيفن ماندل.

كل شيء بدء في الستينيات!

بدأ الأمر في الستينيات عندما كان المحاسب النرويجي ستيفن ماندل يُحاول تغطية نفاقاته، وإطعام أسرته حيث أنه كان يتقاضى راتبًا قليلًا جدًا ويُعادل 88 دولارًا شهريًا وهو ما يُعتبَّر عذابًا له ولأسرته! ولم يستطع الحصول على وظيفة أفضل، فيما كان اللجوء لأنشطة غير قانونية ضد مبادئه، لذا فإن الحل الوحيد الذي خطر له هو المراهنة على اليانصيب.

بالنسبة لمُعظم الناس فقد يكون هذا الأمر جنونيًا! فقد تكون فرصة فوز اللاعب بجائزة الجاكبوت هي أقل من 1 في المليون! لكن بالنسبة لماندل كان فرصة سانحة ..

الخوارزمية جاهزة وقد نجحت!

أول خطوة اتخذها ماندل هو أنه لم ينظر إلى اليانصيب كلعبة ولكنه أعتبرها وظيفة تطلب دراية بالرياضيات؛ لذا فإنه أطلق على نفسه اسم "عالم رياضيات في نهاية الأسبوع" وبالفعل كان يعمل خلال إجازات نهاية الأسبوع بل أنه كان يقضي كل دقيقة خارج العمل في تحليل الأرقام والعمل على خوازميات خاصة وأخيرًا أنتهى بعد عدّة سنوات، وسمى ماندل نتيجة بحثه "التكثيف الإندماجي" ولاحقًا بعد أن ربح اليانصيب أكثر من 14 مرة متتالية حيث أنه كان قادرًا على التنبؤ بـ 5 أرقام في اليانصيب من أصل 6، وهو ما حوَّل احتمالاته في الربح من 1 في المليون إلى 1 في عدّة آلاف فقط!

باستخدام خوارزمياته ودعم من أصدقائه وأقاربه تمكن ماندل من شراء كميات كبيرة من التذاكر فيها الأرقام التي المُرجح فوزها، وقد عادت المُخاطرة بالنفع! فقد فاز بالجائزة الأولى التي بلغت قيمتها 19 ألف دولار وسدد ديونه إلى كل من ساعده واستمتع بالباقي، حيث كان صافي ربحه 4 آلاف دولار ويكفي لبدء حياة جديدة في ذلك الوقت.

السفر إلى أستراليا

حزم ماندل أغراض عائلته وسافر من النرويج إلى أوروبا الغربية حيث ظل يتنقل من مكانٍ إلى آخر لمدة أربع سنوات، ولكنه تعب من التنقل لذا فإنه قرر أخيرًا أن يستقر في أستراليا وهناك قرر مواصلة أبحاثه في اليانصيب، عندما حصل على الجنسية الأسترالية تمكن من الوصول إلى كل موارد الكومنولث المُتاحة للسكان وهذا يعني أنه يُمكن أن يُشارك في يانصيب إنجلترا وهو أقل تعقيدًا من نظام النرويج الذي كسره من قبل لذلك فإنه درس النظام وفحصه بعناية وبعد فترة جاءته فكرة جعلته مليونيرًا خلال سنوات معدودة!

ما هي الفكرة التي خطرت لماندل؟

كان طريقته المتقدمة عبقرية في بساطتها فقد أدرك أنه لكي يتمكن من الفوز في كل مرة عليه شراء كل مجموعات الأرقام المطروحة، ورغم ما في هذه الفكرة من مخاطرة تصل إلى حد الجنون إلا أنها كانت مدروسة ومُخططة جيدًا ومؤهلة بشدة للنجاح! وقد شملت خططته 6 خطوات وهي كالتالي:

1. حساب العدد الإجمالي لكل مجموعات الأرقام المُمكنة في اليانصيب

على سبيل المثال، إذا كان عليك اختيار 6 أرقام من 1 إلى 40 فسوف يكون هناك 3،838،380 مجموعة.

2. البحث عن مسابقات تكون فيها جائزة الجاكبوت أكبر 3 مرات من عدد المجموعات

كان هذا ضروريًا وإلا فإنه لن يربح أي شيء (ستعرف ما السبب بعد لحظات!).

3. جمع المال ليشتري كل مجموعة أرقام

وهو أصعب جزء في العملية! فقد كان يتعين عليه إقناع الناس بنجاح طريقته ليُساعدوه في شراء أكبر عدد ممكن من تذاكر اليانصيب وإرسالها إليه ووعدهم بمشاركة الأرباح معهم. ونظرًا لمنطقية أفكاره وحُجيتها فإنه نجح في جذب مئات المُؤيدين المستعدين بالمراهنة من أجل الفوز.

4. طباعة ملايين من التذاكر

كان القانون الأسترالي وكافة قوانين اليانصيب في ذلك الوقت تسمح للناس بطباعة التذاكر عبر الطابعة المنزلية. وهي الثغرة التي مكَّنت ماندل من تحقيق أسطورته! فهو لم يفُز بالجائزة الكبرى فقط بل أنه حصل على الجائزة الثانية والثالثة والجوائز الثانوية أيضًا!

5. تسليم التذاكر إلى الوكلاء الرسميين!

لم يكن لدى الوكلاء الرسميين خيار سوى قبول أطنان التذامر التي كان ماندل يُحضرها كل مرة فقد كانت هذه العمليات - رغم جنونها – قانونية بشكلٍ كامل! ولم تستطع سلطات الكومنولث البريطانية والسلطات الأسترالية أن تُصدق أن أحد تجرأ على القيام بشيءٍ كهذا! فقد كان ستيفن ماندل فريدًا من نوعه.

6. أخذ الجائزة!

لهذا بالضبط تطلب أن تكون الجائزة الكبرى 3 أضعاف عدد المجموعات المُحتملة، إذ بعد الفوز كان على ماندل دفع المستحقات لداعميه وهذا يعني أنه كلما زاد عدد الداعمين وما دفعوه زادت الأموال التي يجب عليه دفعها بعد ربح اليانصيب وتحمل تكاليف أخرى مثل الطباعة واللوجيستيات مما جعله ينتهي إلى مبلغٍ أصغر بكثير، أي أنه إذا كانت الجائزة أصغر فربما يجد نفسه مديونًا وبمالٍ أقل مما كان يمتلكه قبل الفوز!

كيف تمكن ماندل من ابتكار هذا النظام؟

مع مجيء عام 1980 بدأ عصر الكمبيوتر وكان ماندل أحد المتشوقين لهذا الإختراع، لذا فإنه عمل عليه ليل نهار لتطوير خوارزمياته وأشترى طابعات ضخمة لطباعة أوراق اليانصيب. كما أنه أنشئ مؤسسة سماها "نقابة اليانصيب" لجمع المُراهنين من جميع أنحاء العالم تحت لواءه وتوزيع الأرباح عليهم بعد أن يُحقق الفوز! لذا فإنه استطاع في سنوات معدودة أن يُحقق 12 فوز إضافي في العاب اليانصيب.

أستراليا تغلق الثغرة!

كان من الصعب أن لا يُلاحظ أحد هذا المُخطط؛ لذا فإن استراليا حظرت طباعة تذاكر اليانصيب في المنازل وأصبح عليك شرائها بنفسك في متجر، ثم حظروا شرائها بكميات كبيرة.

ماندل يطير إلى الولايات المتحدة

نظر ماندل صوب الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا تجاه يانصيب فرجينيا عام 1992 وكانت الجائزة الكبرى أكبر 3 مرات من عدد المجموعات؛ 27 مليون دولار مُقابل 7 مليون تذكرة فقط! ونظرًا لنجاحاته السابقة في النرويج وأستراليا فإنه حصل على دعم 2500 مُستثمر ودفع كل منهم 2500 دولار، وطبع كل تلك التذاكر في سيدني وشحنها إلى أمريكا لتبدأ لعبته هناك! ولكن حدثت هناك كارثة وفقد 1.6 مليون تذكرة. وفي 15 فبراير 1992، حانت لحظة الحقيقة حيث تم بث القرعة النهائية وكان فريق ماندل محمومًا وأخيرًا تحقق الحلم وفازوا بالمركز الأول والثاني والثالث وعشرات الجوائز الفرعية! وبلغت الأرباح الإجمالية 30 مليون دولار.

نهاية الأسطورة!

كما حدث في أستراليا، حظرت الولايات المتحدة طباعة أوراق اليانصيب في المنازل وهو ما جعل ماندل الشخص الأول والأخير الذي يُنفذ هذه الخدعة!